فوق الارض ينقسم العالم إلى جماعتين عندما يتعلق الأمر بأنظمة تشغيل الهواتف المحمولة، الأولى حملة اندرويد ، والثانية حملة iOS ، ولا يخفى على أحد أن اندرويد من تطوير العملاقة قوقل والنظام الآخر من العملاقة الأخرى آبل، وهنا يتمثل أحد الاختلافات الرئيسية بينهما، أنه بينما يتم استخدام اندرويد من قبل العديد من العلامات التجارية، بينما iOS مخصص فقط لهواتف الايفون وأجهزة الايباد، وهذا يُفسر العدد الضخم لعدد مستخدمي اندرويد (تقريبًا ثلاث أضعاف) عن مستخدمي iOS.
بالعودة إلى عنوان المقال فهناك فرق رئيسي بين الهواتف الذكية التي تعمل بنظام اندويد و iOS ، وهو ما يتمثّل بسعة ذاكرة الوصول العشوائي RAM ، حيث بشكل عام، تأتي اجهزة اندرويد بسعة ذاكرة وصول عشوائي (RAM) أكبر بكثير من نظيراتها على نظام iOS ! السؤال هو لماذا؟ تكمُن الإجابة في السطور القادمة، حيث سنتعرف على أربعة أسباب لهذه الزيادة وماذا يعني ذلك ؟
أهم 4 أسباب لتضمين اندرويد بذاكرة وصول عشوائي RAM أكبر بكثير من على iOS
قبل التطرق إلى الأسباب، دعونا أولًا نتحدث بشيء ملموس على أرض الواقع، حيث مؤخرًا رأينا هاتف ZTE Axon 30 Ultra Space Edition الذي يعمل بنظام اندرويد ومزوّد بذاكرة رام سعة 18 غيغابايت بالإضافة إلى تخزين داخلي بحجم 1 تيرابايت، وتسعى الآن هواتف اندرويد الرائدة الى الوصول لسعة 20 غيغابايت من الرام، وفي الواقع ومع تقنية “توسيع الذاكرة” الجديدة، يدعم اثنان من هواتف اندرويد الرئيسية بالفعل 20 جيجابايت من ذاكرة الوصول العشوائي.
بالمقابل، تبلغ سعة ذاكرة الوصول العشوائي الأكبر على هواتف الايفون نحو 6 جيجابايت فقط، وبذلك، يتقدم معسكر اندرويد ثلاث مرات على نظام التشغيل iOS من حيث حجم ذاكرة الرام، بالتالي، لماذا هذه الأرقام ؟
ومرة أخرى وقبل التطرق للأسباب، نحتاج إلى فهم المعنى الكامن وراء بعض المصطلحات المهنية، حيث أن ذاكرة الوصول العشوائي تسمى أيضًا تشغيل الذاكرة، ويحدد حجم ذاكرة الوصول العشوائي (RAM) بشكل مباشر عدد البرامج التي يمكنك فتحها في خلفية الهاتف، من ناحية أخرى ، يسمى ROM (ذاكرة القراءة فقط) بالتخزين الداخلي، وتحدد ذاكرة القراءة فقط عدد البرامج التي يمكن تثبيتها على الهاتف وعدد الملفات التي يمكن تخزينها.
هذا يعني، إذا فتحت عدة تطبيقات أثناء استخدام هاتفك المحمول، بنفس الوقت، تكون مساحة تخزين الهاتف المحمول غير كافية، سيقوم الهاتف تلقائيًا بإغلاق بعض التطبيقات، ويقوم بذلك لتحرير مساحة لتلبية احتياجات التطبيقات الجديدة، وهذا معروف باسم قتل الخلفية، وعندما يقوم الهاتف بهذا الشيء بشكل معتاد، فإنه سيؤثر حتماً على أداء وبطارية الهاتف، وذلك لأن إعادة فتح التطبيق ستستغرق بعض الوقت وستشعر أن تشغيل الجهاز ليس سلسًا، بالتالي، فكلما كانت مساحة التخزين أكبر ، كان الهاتف الذكي أكثر سلاسة، ودعونا الآن لا نُطيل بالحديث أكثر، وننتقل مباشرة إلى السبب الأول:
1. تقنية Tombstone في iOS والتي توفّر المزيد من الذاكرة
في الاستخدام اليومي، تتشابه أنواع وأعداد التطبيقات التي نقوم بتشغيلها، والسؤال الجوهري هو لماذا يحتاج اندرويد إلى مساحة تخزين أكبر من iOS لضمان طلاقته؟ الإجابة في أن اندرويد يستخدم “بيئة خلفية حقيقية” تشغل التطبيقات التي تعمل في المقدمة والمعلقة في الخلفية نفس القدر من الذاكرة، وهذا يجعل النظام يستهلك المزيد من الذاكرة، أما أجهزة آبل، فهي بيئة افتراضية، وعندما يكون التطبيق في الخلفية يتم تعليق أنشطته.
لذا عند قطع المستخدم لمهمة ما، سيقوم النظام بتسجيل حالة التطبيق الحالية اعتبارًا من وقت الانقطاع، وسيتجمد البرنامج بعد ذلك، وعندما يكون من الضروري استعادة المهمة، سيستمر البرنامج من الحالة قبل الانقطاع مباشرة، وهذا بالضبط عمل تقنية Tombstone في iOS، والتي بدورها ستوفّر ذاكرة أكثر من اندرويد عندما يكون التطبيق في الخلفية، بالتالي، عند تشغيل نفس العدد من تطبيقات الخلفية، يتطلب iOS ذاكرة أقل بكثير من اندرويد، لنحصد بالنهاية أن “اندرويد يتطلب عمومًا مساحة ذاكرة أكبر لضمان الاستخدام السلس للهواتف المحمولة”
2. تقنية Sandbox وقوانين صارمة على التخزين
بالإضافة إلى تقنية Tombstone في iOS، فإن كلٍ من تقنية Sandbox ومراجعة الحماية الصارمة من آبل تجعلها أيضًا غير ضرورية لمثل هذه المساحة التخزينية الكبيرة، ونظرًا لأن اندرويد لا يتضمن على نظام مراجعة صارم، فهو مفتوح للغاية والسوق غير متساوٍ، سيؤدي هذا إلى دفق لا نهاية له من التطبيقات الفوضوية، على سبيل المثال، بمجرد فتح تطبيق ما على اندرويد، سيبدأ معه تطبيق آخر في الخلفية، وهذا يضغط على الرام مباشرة.
بالتالي، مع آبل، يجب أن تخضع جميع التطبيقات في متجرها للمراجعة الرسمية، ويحتاجون أصحابها إلى موافقة المستخدم للحصول على الأذونات، وبعد تسجيل الخروج من التطبيق سيقتل النظام التطبيق وجميع العمليات تمامًا حيث لاتسمح ابل للتطبيقات بحجز اي جزء من الذاكرة ، على عكس اندوريد فحتى بعد حذف اي تطبيق ستجد الكثير من بقايا التطبيقات متواجدة في الذاكرة وهذه الخطوة خلقت سوقاً رائجاً لتطبيقات تنظيف الاجهزة على اندرويد.
3. آليه نظام تشغيل أندرويد نفسه
آليه عمل نظام اندرويد نفسه حيث يحتجز النظام 2GB تقريباً في بعض الهواتف بشكل افتراضي وهذا ليضمن النظام او تضمن الشركة المشغلة عمل الواجهة بكفاءة من ناحية التطبيقات المثبته مسبقا وجمع البيانات من التطبيقات وحذف المهملات وإعادة تشغيل التطبيقات بسلاسة وتعدد المهام بالاضافة إلى وجودة الكثير من المزايا المختلفة التي تضيفها الشركات على واجهة اندرويد الأصلية وهذا مابدأت تقوم به آبل مؤخراً مع واجهة iOS ولهذا سوف نشاهد هاتف ايفون مع 8 و 12 رام بشكل مؤكد قريباً.
4. أسباب تنافسية تسويقية وتصنيعية
ربما الجميع يتفق أن اندرويد يحتاج لذاكراة عشوائية اكبر وكان الوصول إلى 8GB رام كمعيار افتراضي كان رائعاً للمستخدمين العاديين على الهواتف الذكية للحصول على تجربة تشغيل ممتازة، إلا أن التنافسية العالية بين الشركات في نظام اندرويد تجعل هذه الشركات تتنافس باستمرار على جلب أحدث العتاد لهواتفها الرائدة من اجل جذب الزيد من الزبائن باستمرار وهذا التنافس يجعل الشركات تضيف المزيد من السعات باستمرار للفت الانتباه خصوصا في الهواتف التي تتطلب أدءاً عالياً مثل هواتف الالعاب فهناك الكثير من المستخدمين تثير إهتمامهم مثل هذه الارقام، إذا فالموضوع يدخل ضمن النطاق التجاري ولو جزئياً سواء للشركات المصنعة لأشباه الموصلات والذواكر او حتى لشركات الهواتف، فربما بعد عام من الان لن تصنع المصانع ذاكرة عشوائية 4GB وستجد الجميع يتجه إلى 6GB حتى في الهواتف الرخيصة.
ليست هناك تعليقات: